عشرون صورة فوتوغرافية اختزلت جزءا من احداث عاشت على وقعها مدينة بن قردان من فجر يوم 7 مارس وما تلاها من ايام وهي تواجه ارهابيين تسللوا اليها في محاولة لاقامة امارة داعشية وابدال الراية الوطنية
اعادت هذه الصور التي اثثت ركنا من خيمة علمية اقيمت بمناسبة احياء مدينة بن قردان الذكرى السابعة لملحمة 7 مارس الى الذاكرة بما فيها من مشاهد مؤلمة وحزينة لكنها بعثت في كل من وقف يتاملها من المواطنين الفخر والعزة بكسر شوكة الارهاب واعتزاز بالنصر والانتماء لتونس .
هو مصور عصامي التكوين كان وراء هذه الصور ،فتحي الناصري احد ابناء بن قردان الذي وثق كل اطوار ملحمة بن قردان لحظة بلحظة منذ ساعات الفجر من اطلاق اول رصاصة الى حين القضاء على اخر ارهابي واستعادة بن قردان امنها واستقرارها.
يتذكر فتحي الناصري بكل دقة تفاصيل احداث بن قردان وهو يتجول بين صوره التي التقطتها عدسته، فيستحضرها مستعيدا في مخيلته بكل نخوة واعتزاز شريطا يابى النسيان ، وهو الذي هب الى ساحة القتال وتسلل في كل اركانها دون تردد او خوف سلاحه فقط كاميرا بين يديه ،فكان شاهدا على عصر وعلى ملحمة خطت بطولاتها بين تفاصيل الوقائع التي شهدتها تونس لتوثق صوره مرحلة حاسمة سيظل يذكرها التونسيون جيلا بعد جيل
صور فتحي الناصري التقطت وحداتنا الامنية والعسكرية وهي تواجه ببسالة همجية عناصر ارهابية ،والتقطت حماس التحام المدنين بالاجهزة الامنية يدفعهم في ذلك حب تونس وقداسة الوطن ،و وثقت بشاعة الاعتداء الارهابي على المنازل، و اقتنصت لحظات مداهمات مشتركة امنية وعسكرية لاماكن تخفي مجموعات ارهابية ولحظات مؤلمة بمدينته وهي تشيع جثامين شهدائها في جنازة مهيبة ادمت القلوب.
وثق فتحي مشاهد كثيرة واحداث مستمرة لايام ليجمع ارشيفا قيما وثريا حول ملحمة بن قردان يفوق الالف صورة الى جانب مشاهد حية صورها بالفيديو واخرجها في شكل فيلم وثائقي تحت عنوان “بن قردان حارس الحصن “ميز به احياء الذكرى الثانية لملحمة بن قردان حيث كان شهادة واقعية حية في محاولة لحفظ الذاكرة وكتابة التاريخ
لم يكن التقاط مثل هذه الصور والمشاهد الحية امرا سهلا بل كان عملا محفوفا بالمخاطر ومغامرة صعبة وضعت هذا المصور في خطر محدق في عدة مناسبات لينجو باعجوبة من قنص الارهابيين ومن هجماتهم على المدنيين اذ تعرض للسقوط في احدى محاولات الفرار وخلف له كسرا وجروحا تجاهلها عندما اتجه الى المستشفى الجهوي ببن قردان وتالم لمشهد الجرحى وبعض الجثث هناك فنسي اوجاعه وتقاسم اوجاع غيره وحول هذه المشهدية الى صور كثيرة .
لم تثنه صعوبة الاوضاع وقتها وخطورتها عن رسالته في ان يكون امينا ووفيا مع ابناء بلدته وان ينقل صورة عن فترة سيذكرها التاريخ وسيحفظ نضالات اهل مدينته ودورها في القضاء على الارهاب لذلك كان متواجدا وكله حماس
اكد فتحي الناصري ل/وات/ انه جمع رصيدا توثيقيا مهما وارشيفا ثريا حول ملحمة بن قردان يستدعي الاهتمام والتثمين ، سيما وانه لا يرتبط بمدينة بن قردان فقط بل هي يتجاوز ذلك ليسرد فترة تاريخية فارقة وحاسمة في تونس وفي محيطها العربي والاقليمي بما يجعل من اعماله مرجعا للاستئناس بها في التأريخ للفترة ولصياغة سيناريوهات لافلام وثائقية او افلام واقعية تبقى شواهد للاجيال القادمة
وعبر عن استعداده وتفتحه لاية مبادرات فنية او سينمائية تثمن ما يحمله من رصيد كبير يوثق الاحداث بكل تجرد ومصداقية مطالبا المعنيين بالشان الثقافي الى اعادة التفكير في صياغة فقرات تليق بحجم ملحمة بن قردان وتفردها عن اية تظاهرات ثقافية بحتة.
جزء اكبر لا يزال في انتظار لفتة جادة تخرجه الى النور حتى يطلع عليه ابناء هذا البلد ويلامسون شواهد قيمة من فترة تبقى مهمة لكل الاجيال.
اترك مراجعة